سأتحدث قليلاً عن النباتات. كيف سينمو النبات من دون أشعة الشمس والماء أو الأوكسجين؟ هل سينمو بشكل طبيعي من دون هذه العناصر؟
أما بالنسبة لأطفالنا فنرغب جميعاً بتعليم الطفل الاعتماد على نفسه، إلا أننا نقوم في بعض الأحيان بأمور من شأنها أن تعيق هذا النمو السليم.
ربما تعتقدين بأنكِ تبذلين قصارى جهدكِ لتربية طفلكِ بشكل صحيح! ولكن إذا كنتِ تفعلين أياً من هذه الأمور فعليكِ التوقف عنها. نقدم فيما يلي بعض النصائح في تعليم الطفل الاعتماد على نفسه ليتمتع طفلكِ بالاستقلالية.
يمكن للطفل أن يتناول طعامه بمفرده حتى في مرحلة مبكرة من عمره ولذلك دعيه يتناول الطعام بنفسه! قد لا يتمكن من تقشير الموزة ولكن إذا أراد تقشيرها دعيه يحاول ومن ثم يمكنك مساعدته بعد عدة دقائق، إلا أن المحاولة بحد ذاتها تُكسبه مهارات جديدة! وإذا أراد أن يرتدي ملابسه بنفسه دعيه يحاول، إذ يمكنكِ أن تضعي أمامه نوعين من الملابس ليختار من بينها ويحاول ارتدائها بنفسه، مما سيعزز من مهاراته ولهذا دور كبير في تعزيز الاعتماد على النفس عند الأطفال.
غالباً ما نقدّر الطفل الذكي الذي ينجز الأمور بسهولة، أليس كذلك؟ ولكن الحقيقة أن معظم الأشخاص الناجحين عانوا كثيراً من الفشل قبل أن يكرروا المحاولة مرات عديدة. وعندما يمدح الوالدان نتائج طفلهم سيؤدي ذلك به إلى التركيز على النتائج فقط دون الاهتمام بالمعلومات والمعارف بنفس القدر. ولكن هذا خاطئ فالطفل لا يمكن أن ينجح في كل شيء منذ المحاولة الأولى ولذلك يجب أن نمدح الجدّ والاجتهاد الذي يبذله الطفل من أجل النجاح وليس النتائج فقط. يمكننا مثلاً أن نقول له: “لقد قمت بعمل جيد”! بدلاً من أن نقول: “ما أجمل اللوحة التي رسمتها”.
عليكِ الاقتناع بأنك لستِ شخصاً مثالياً بل أنتِ مثل جميع البشر، ما يعني أنه لا بأس من ارتكاب الأخطاء وعدم القدرة على الإجابة عن بعض الأسئلة.
يحتاج طفلكِ إلى فهم ذلك وأن يراك وأنتِ تبذلين جهداً وتعملين بجدّ على إنجاز بعض الأمور حتى لو فشلتِ في بعض الأحيان. يجب أن تظهري لطفلكِ أن ارتكاب الأخطاء أمر طبيعي طالما نتعلم من أخطائنا ونكتشف طرقاً لتصحيحها.
إن الأطفال يراقبون تصرفاتنا ويحاولون اكتشاف ما نفعله. ولذلك يجب تعليم الطفل الاعتماد على نفسه من خلال تصرفاتنا كيف يتكيّف مع الظروف ويتفاعل مع الأخطاء التي يرتكبها والمشاكل التي تعترض طريقه حتى لو اضطررتِ إلى اصطناع موقف مناسب لعمر طفلكِ كالفشل في إعداد الكعكة على سبيل المثال كل هذا يساعد في تقوية ظاهرة الاعتماد على النفس عند الأطفال.
نقلق جميعاً عندما يعاني أطفالنا من التوتر أو الضعف ولكن هذا خاطئ، إذ أن بعض التوتر قد يكون جيداً لطفلكِ. وإذا تعرض الطفل لموقف صعب بعض الشيء، يمكن من خلال الدعم الذي يقدمه الوالدان أن يتعلم كيفية التعامل مع الضغوط (أي الأشياء التي تسبب هذه الضغوط) بشكل إيجابي، مما يعزز قدرته على مواجهة مشاكل الحياة مع مرور الزمن. أما إذا كان الضغط كبيراً جداً بالنسبة للطفل ولم يشعر أن هناك من يوجهه أو يقدم الدعم له فمن المرجح أن يتخذ موقفاً سلبياً، مما يقودنا إلى النقطة التالية!
إن القدرة على حل المشاكل تعد من أهم المهارات التي يمكننا تعزيزها عند أطفالنا والتي لن يتمكنوا من مواجهة التحديات من دونها لهذا يجب أن نقوي ونعزز فكرة الاعتماد على النفس عند الأطفال! ومن الخطأ أن تحلّي مشاكل طفلكِ بنفسك فهذه مشاكله الخاصة والتي يمكنه من خلال التعامل معها بنفسه أن يعزز قدراته على حل المشاكل في سن مبكرة بالإضافة لدورها كبير في تعليم الطفل الاعتماد على نفسه.
في المراحل الأولى من حياة الطفل يتم بناء نوع من التواصل بينه وبين والديه، فإذا كان جائعاً أو يشعر بالنعاس أو الضجر يلجأ إليهما لتهدئته. ومن خلال هذه الثقة التي تنشأ بين الطفل ووالديه يصبح لديه شعور بأنه مهما كانت الصعوبات التي تعترضه فإن والداه سيقدمان له المساعدة. وتساهم هذه العلاقة المتينة في تعزيز قدرة الطفل على التكيف وتطوير مهاراته أيضاً من خلال تعليم الطفل كيف ينظّم سلوكه أو يتكيف مع أي تغيير، مما يوفر له الأساس المتين لبناء شخصية تتسم بالمرونة.
لا تنجزي واجباته المنزلية بدلاً عنه، إذ يشعر العديد من الآباء والأمهات بأن عليهم حماية طفلهم من أي نتيجة سلبية حتى لو كان ذلك سينعكس على تصرفات الطفل بشكل سلبي ولكن يجب أن تكفّي عن ذلك!
فأنتِ لن تكوني إلى جانبه على الدوام ولن يكتسب طفلكِ القدرة على التعامل مع صعوبات الحياة التي ستواجهه في المستقبل بمفرده، فإذا ارتكب طفلكِ خطأً ما عليه أن يتحمل عواقبه.
ومن الشائع أن يلقي الآباء اللوم على أرضية المنزل مثلاً عندما يتعثر الطفل أثناء المشي أو يطلبون منه ضرب الطاولة بيده للتخفيف من ألمه! تؤدي هذه الممارسات إلى تعزيز الميل لديه لإلقاء اللوم على الآخرين عندما تواجهه المشاكل حين يصبح بالغاً بدلاً من التعامل مع المشكلة والاعتراف بأخطائه. ويجب في هذه الحالة أن نتقبل مشاعره ونقدم له الدعم دون إلقاء اللوم على أي شيء.
قارني بين وزن طفلكِ ووزن الأطفال في نفس العمر
احصلي على تحديثات أسبوعية متعلقة بنمو طفلكِ وحملكِ، بالإضافة إلى نصائح الخبيرات والطرود البريدية وأكثر
فريقنا من الخبيرات مستعد للإجابة على جميع استفساراتك ومساعدتك في رحلتك من الحمل حتى الأمومة. لمزيد من المعلومات والنصائح يرجى التواصل معنا من 9 صباحاً حتى 6 مساءً من الأحد إلى الجمعة.