هل يعاني طفلكِ من التحسس من بعض الأطعمة أو من مجرد عدم القدرة على تحمّلها؟ على الرغم من أن كلاهما يعتبران من أنواع فرط حساسية الطعام عند الأطفال، فإن من المهم التمييز بينهما. تعرّفي أكثر فيما يلي على كيفية حماية طفلكِ واكتشاف أي نوع من الحساسية.
بالرغم من أن الحساسية وعدم التقبل يشتركان في بعض الأعراض، فإن هناك فوارق واضحة تفرق بينهما. من المهم معرفة الفرق لأن حساسية الطعام عند الأطفال حساسية الحليب عند الرضع قد تهدد الحياة، في حين عدم التقبل قد يكون بغيضاً. تأتي الحساسية وعدم التقبل تحت مظلة فرط الحساسية الغذائية.
عندما يحين وقت الفطام وتبدأين بتقديم الأطعمة الصلبة لطفلك، فمن الجيد أن تبقي يقظة حيال أية علامات للحساسية أو عدم التقبل. عبر التصرف بحذر وتقديم الأغذية بالتدريج، ستكونين قادرة على رصد أي ارتكاسات ومسبباتها المحتملة. تتطرق هذه الفقرة إلى الأعراض المشتركة بين الحساسية وعدم التقبل، وتشرح كيف يمكنك أن تُدرجي الأغذية المشكوك فيها في نظام طفلك الغذائي بالتدريج.
من المخاوف الأكثر شيوعاً عند إدراج أغذية جديدة في النظام الغذائي للطفل هو احتمال حدوث ارتكاس خطير. مع أن حساسية الطعام عند الأطفال هو أمر نادر نسبياً، من المهم الانتباه إلى الإشارات، واتباع خطوات معينة للمساعدة في تحديد أي مشاكل محتملة.
من السهل الخلط بين هذين النوعين من ردود الفعل اللذين هما شيئان مختلفان جداً، مع أنهما يشتركان في بعض من الأعراض.
الحساسية الغذائية هي ارتكاس مناعي عكسي للبروتينات في الطعام، والضارة عادة بالشخص غير المصاب بالحساسية. يحدث ذلك لأن جهاز المناعة يظن أن الغذاء المثير للحساسية ضار، لذا يشن هجوماً يؤدي إلى أعراض تحسسية مثل الانتفاخ والصفير والحكة. قد تكون هذه الارتكاسات إما سريعة جداً أو متأخرة لعدة ساعات أو أيام، وذلك حسب نوع الحساسية. تكون الارتكاسات الأسرع أسهل تشخيصاً لأن من السهل تعقبها وردها إلى الغذاء الذي تم تناوله مؤخراً.
يحدث عدم تقبل الأغذية عند الشعور بأعراض مزعجة بعد تناول مادة لا يستطيع طفلك التعامل معها. مثال على ذلك عدم تحمل سكر اللبن (اللاكتوز)، إذ لا يُنتج بعض الأشخاص ما يكفي من الإنزيم “لاكتاز” اللازم لهضم سكر اللبن (لاكتوز). سكر اللبن غير المهضوم يمكن أن يسبب أعراضاً مزعجة مثل الإسهال والنفخة. إن عدم التقبل لا يصيب الجهاز المناعي، ويكون الارتكاس عادة أقل سرعة، يحدث بعد تناول الطعام ببضع ساعات أو أيام حتى. أمثلة أخرى على عدم التقبل هي الارتكاسات الدوائية، التيرامين في الجبن القديم يمكن أن يؤدي إلى صداع نصفي. ويُعرف عن الكافيين أنه يسبب العصبية.
من الأفضل دائماً استشارة طبيبتك إذا كنت تشعرين بالقلق، إذ يجب تشخيص ارتكاسات الغذاء من قبل أخصائي. وربما تحتاجون مطالعة هذا المقال حول المناعة والحساسية عند الأطفال.
لحسن الحظ، يميل العديد من الأطفال إلى التخلص من الحساسية مع الوقت، حيث تكون بعض حالات عدم التحمل مؤقتة، لكن ذلك يعتمد غالباً بصورة قوية على نوعية الغذاء.
على سبيل المثال، يتخلص أغلب الأطفال من حساسيتهم تجاه حليب البقر إلا أن قلة منهم قد تبقى الحساسية معهم حتى عمر 6-8 سنوات أو حتى سن البلوغ. أما بالنسبة للحساسية تجاه المكسرات فمن الممكن أن تستمر مع الأطفال طيلة حياتهم. كما انه لا يوجد مجموعة قواعد ثابتة عندما يتعلق الأمر بالحساسية، إذ أن الأمر يختلف من طفل إلى آخر، وذلك حسب الشخص ونوعية الأطعمة التي يتحسس منها.
يجب إدخال الأغذية التي يكون احتمال تسببها بحساسية مرتفعة بالتدريج. جربي أغذية جديدة كل يومين أو ثلاثة، بحيث يكون بإمكانك مراقبة ما إذا كان طفلك سيعاني من أي ردة فعل تجاها. يعتبر إدخال أغذية جديدة خلال أوقات الصباح فكرة مفيدة أخرى. قد يبدو الأمر سخيفاً بعض الشيء لكن إذا كنت بحاجة لطلب المساعدة، فهذا هو الوقت الذي يرجح أن تتوفر فيه بسهولة.
بعض الأغذية أكثر إثارة للحساسية من غيرها. لهذا السبب من الأفضل الانتظار حتى يصبح طفلك أكبر بقليل إلى أن يجربها، بالتأكيد حتى يبلغ ستة أشهر على الأقل. كوني حذرة عند إدخالها في نظام طفلك الغذائي، وكوني متيقظة على وجه الخصوص لأي تغيرات قد تطرأ على صحته أو سلوكه. تشمل الأغذية التي تنطوي على احتمال أكبر للتسبب بحساسية الطعام عند الأطفال ما يلي:
تم مؤخراً تعديل الإرشادات الخاصة بإدخال الفول السوداني للرضَّع. يُعتبر من الآمن الآن إعطاء الفول السوداني والأغذية التي تحتوي على الفول السوداني للأطفال فوق سن ستة أشهر، ومع هذا فإذا كان هناك تاريخ حساسية في العائلة المقربة (والد/والدة أو أخ/أخت) فننصحك باستشارة الطبيب قبل إدخالها. يعتبر أمراً جيداً إدخال أي أغذية قد تثير الحساسية كل على حدة لتتمكني من ملاحظة أي ارتكاسات. وتذكري أنه ليس من المستحسن إطعام حبوب المكسرات الكاملة من أي نوع للأطفال دون سن الخامسة، إذ قد يعرضهم ذلك لخطر الاختناق. إذا كنت تشعرين بالقلق، استشيري طبيبتك.
لقد وردت إرشادات استشارية تخص الأغذية الأخرى. يرجى مراعاة أن حليب البقر غير مناسب كغذاء أساسي للرضع دون سن 12 شهراً. يتعلق هذا بالتركيبة الكلية لحليب البقر (على سبيل المثال مستوى غير كافٍ من الحديد للرضَّع)، أكثر مما يتعلق بخطر الحساسية.
في حال كانت لديك أي مخاوف تتعلق بإدراج أي طعام جديد للمرة الأولى، أو كنت ترغبين في معرفة المزيد حول كيفية استكشاف أي ارتكاس، فإن فريقنا مستعد لمساعدتك في إيجاد الجواب. اتصلي بخط أبتا أدفايس للأم والطفل على الرقم 6262 6458 800 (الإمارات) أو على الرقم 0097144209489 (للدول الأخرى)، من السبت إلى الخميس، من ٩ صباحاً إلى ٦ مساءً.
احصلي على تحديثات أسبوعية متعلقة بنمو طفلكِ وحملكِ، بالإضافة إلى نصائح الخبيرات والطرود البريدية وأكثر
قارني بين وزن طفلكِ ووزن الأطفال في نفس العمر
فريقنا من الخبيرات مستعد للإجابة على جميع استفساراتك ومساعدتك في رحلتك من الحمل حتى الأمومة. لمزيد من المعلومات والنصائح يرجى التواصل معنا من 9 صباحاً حتى 6 مساءً من الأحد إلى الجمعة.